
في رفح جنوب قطاع غزة، يظل نحو مئتي مقاتل من حركة حماس محاصرين داخل شبكة الأنفاق، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
هؤلاء المقاتلون يرفضون الاستسلام بشكل قاطع، في حين تواجه حكومة الاحتلال ضغوطاً داخلية من حلفائها اليمينيين الذين يطالبون بالقضاء عليهم، وأمريكا تخشى أن يؤدي أي تصعيد إلى انهيار الهدنة وفشل ما يُعرف بـ«خطة ترامب» لتثبيت الاستقرار في غزة.
واشنطن تضغط على نتانياهو لإيجاد حل دبلوماسي سريع لتثبيت الهدنة
الملف أصبح محوراً دبلوماسياً حساساً، وزيارات مكثفة يقوم بها مبعوثو الإدارة الأمريكية، أبرزهم جاريد كوشنر، لمناقشة سبل التوصل إلى حل يضمن خروج المقاتلين دون اندلاع مواجهة جديدة.
وفي الوقت ذاته، ربطت كتائب عز الدين القسام ملف المقاتلين بملفات أخرى، منها استعادة جثمان الضابط الإسرائيلي هدار غولدين، في خطوة لم تكسر الجمود القائم.
وسط هذه التوترات، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه مضطراً للموازنة بين مطالب حلفائه في اليمين وضغوط واشنطن للحفاظ على الهدنة، بينما يبقى مستقبل المقاتلين العالقين في الأنفاق مفتوحاً لعدة سيناريوهات، من بينها الخروج عبر ممرات مراقبة أو الإجلاء إلى دولة ثالثة، في حين يظل أي حل عسكري خياراً محفوفاً بالمخاطر ويهدد بعودة المواجهات إلى القطاع.
واشنطن تبدو على عجلة من أمرها لإغلاق هذا الملف قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تشمل إقامة سلطة انتقالية ونشر قوة دولية ونزع سلاح حماس، على أمل أن تتحقق الاستقرار في غزة وتجنب المنطقة سيناريوهات مواجهة طويلة الأمد.



