في بيان رسمي مصوّر، أعلن الفاتيكان صباح اليوم الاثنين وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عاماً، وذلك بعد معاناة صحية أخيرة جراء إصابته بالتهاب رئوي مزدوج. وقد أثار رحيله موجة من الحزن داخل الكنيسة الكاثوليكية وفي أنحاء العالم، إذ يُعد فرنسيس شخصية مؤثرة قادت الفاتيكان في واحدة من أكثر الفترات حساسية وتغيراً.
البابا فرنسيس، وهو أول بابا من أمريكا اللاتينية، اعتلى الكرسي الرسولي في مارس عام 2013، حاملاً معه رؤية إصلاحية لهيكل الكنيسة ومواقف إنسانية بارزة. وقد أُعلن خبر وفاته من قبل الكاردينال كيفن فاريل عبر قناة الفاتيكان قائلاً: “أيها الإخوة والأخوات، بقلوب مفعمة بالحزن نعلن أن قداسة البابا فرنسيس قد انتقل إلى بيت الآب عند الساعة 7:35 صباحاً.”
خلال حبريته، لم يتردد البابا فرنسيس في إطلاق مواقف واضحة تجاه الأزمات العالمية، إذ دعا مراراً إلى “إسكات الأسلحة”، مطالباً بإنهاء الحروب والانقسامات، وشدّد في خطبه على أهمية العدالة والسلام. كما أبدى تعاطفاً كبيراً مع الأوضاع في غزة، مطالباً بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتناول في عظاته أزمات متعددة في أماكن كـبورما وهايتي ومالي وفنزويلا وقبرص.
وقد اختتم فرنسيس حياته الروحية برسالة قوية بمناسبة عيد الفصح يوم أمس، دعا فيها إلى إنهاء النزاعات المستمرة، وعلى رأسها تلك الدائرة في غزة وأوكرانيا.
أما فيما يخص ترتيبات الدفن، فقد أوصى البابا فرنسيس أن يُوارى جثمانه في كاتدرائية “سانتا ماريا ماجوري” بروما، بعيداً عن تقليد دفن البابوات في سراديب الفاتيكان، واختار أن يُحفظ جثمانه في تابوت مصنوع من الزنك والخشب.
وبحسب قوانين الفاتيكان، لا يمكن اتخاذ قرارات جوهرية في غياب بابا، إلى حين انتخاب خليفة له من خلال مجمع الكرادلة الذي يُعقد في كنيسة سيستين. وتتطلب العملية تصويت 120 كاردينالاً، وتتكرر حتى ينال أحدهم ثلثي الأصوات، وهي عملية قد تطول لأسابيع أو أكثر.



